[ابن مرداس يطلق سراح الأمير ثعبان وأبا هلال الداعي]
وأطلق الأمير ثعبان بن محمد بعد أن أخذ منه مالا وافقه عليه، (وأطلق أبا هلال الدّاعي [1]).
[سنان بن عليّان يحاصر دمشق ويخرب داريّا]
وحاصر سنان بن عليّان دمشق، وجرى بينه وبين أهلها حروب شديدة.
وأخرب داريّا [2] وأعمالها، وأتى عليها، وبنى الدمشقيّون سور مدينتهم [3] وحصّنوها [4]. [1] ما بين القوسين ليس في (س). [2] في (ر): «دارايا». و «داريّا»: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة. (معجم البلدان 2/ 431). [3] في البريطانية «المدينة». [4] في (ر): «وحصونها». والخبر تفاصيله عند المقريزي في حوادث شهر شعبان 415 هـ قال: «اجتمع سنان مع صالح ومعهما حشود العرب، وحصروا دمشق ونهبوا الغوطة وسائر السواد، وقتلوا فلاّحي الضياع وانتهبوا أموالها، وألحّوا في قتال أهل دمشق. فاجتمع الناس بدمشق إلى ذي القرنين ابن حمدان، متولّيها، وقرّروا أن يكون القتال يوما يكون أمره إليهم، ويوما يقاتل فيه عسكر السلطان. فاتصلت الحرب كل يوم، وقتل من العسكر ومن أهل دمشق ومن العرب خلائق. ونهبت مواشي الناس من الضياع وغلاّتهم وأموالهم، فأخذ لمعتمد الدولة من ضياعه عشرة آلاف غرارة من القمح. وبعث حسّان نجدة من رجاله إلى سنان، وكان الشام بأسره قد اضطربت أحواله. وتغلّبت العربان على البلاد، ونهبوا عامّة أموال أهلها. . . . وفي ثامنه قدم الخبر من دمشق بأن سنان بن عليّان بن البنا لما وصلت إليه سريّة حسّان بن جرّاح، وهي نحو الثلاثة آلاف فارس، طلب من أهل دمشق ثلاثين ألف دينار يقومون له بها معجّلة ومؤجّلة، فمنعهم القاضي الشريف فخر الدولة أبو يعلى حمزة بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ورأى أن يجمع ذلك وينفقه في قتال العرب، فوافقوه على ذلك، وحلف الناس. وهدم دروب البلد وحملها إلى الجامع حتى لا يمتنع أهل البلد بالدروب ويخلّوا بين العسكر والعرب. ورجف بالناس، فاشتدّ القتال بينهم وبين العرب، وقتل من العرب نحو المائتي فارس، وأصيب سنان بسهم، فطلب من الناس الصلح على ترك الحرب أربعين يوما. فلما تقرّر ذلك خرج إليه الشريف ابن أبي الجنّ وشيوخ دمشق ووجوه الجند، وحلّفوا سنانا ووجوه العرب، فاستقرّ الأمر بينهم على هذا. . . . وقدم الخبر بأنّ حسّان بن الجراح كتب إلى سنان يوبّخه على ما فعل ويحثّه على معاودة الحرب، ويعده بالمدد، فعاد إلى قتال أهل دمشق بعد ما كان قد انصرف عنها». (اتعاظ الحنفا 2/ 156،157).